فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.ما ترشد إليه الآيات الكريمة:

أولا: ولاية النبي صلى الله عليه وسلم العامة على جميع المؤمنين.
ثانيا: حرمة نكاح زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم تعظيما لشأنه.
ثالثا: تكريم النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته واجب على المسلمين.
رابعا: نسخ التوارث بالمؤاخاة والنصرة وجعله بالقرابة النسبية.
خامسا: أحكام الشريعة الغراء منزلة من عند الله مسطرة في القرآن العظيم.
سادسا: توريث ذوي الأرحام مقدم على ميراث بيت مال المسلمين على الصحيح.

.خاتمة البحث:

حكمة التشريع:
من حكمة الباري جل وعلا أن ربط بين أفراد المجتمع الإسلامي برباط العقيدة والدين وعزز تلك الروابط ب الأخوة الإسلامية التي هي مظهر القوة والعزة. وسبيل السعادة والنجاح.
وقد كان التوارث في صدر الإسلام بسبب تلك الرابطة رابطة العقيدة ورابطة الدين وبسبب الهجرة والنصرة، فكان الأنصاري يرث أخاه المهاجري، ويرث المهاجري أخاه الأنصاري دون ذوي قرباه، حتى توثقت بين المؤمنين روابط العقيدة والإيمان، وتمثلت فيهم أخوة الإسلام {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات: 10]، وأصبحت لحمة الإسلام أقوى من لحمة النسب، ورابطة الدين أقوى من رابطة الدم، وأصبح المسلمون كالجسد الواحد، وكالبنيان يشد بعضه بعضا.
ثم نسخ الله تبارك وتعالى التوارث بين المؤمنين بسبب الدين، وبسبب الهجرة والنصرة، وجعل التوارث بسبب القرابة والنسب، وذلك تمشيا مع نظرة الإسلام المثلى، في توطيد دعائم الأسرة، لأنه أساس المجتمع الفاضل. فإذا تمكنت العلاقات الأخوية بين أفراد الأسرة تقوي بنيان المجتمع. وإذا انحلت هذه العلاقات، تزعزع المجتمع وانحلت أواصره.
ولكن الله جل ثناؤه لم يورث كل قريب، بل أوجب أن تكون مع القرابة رابطة الإيمان. فالابن إذا كان كافرا لا يرث أباه، والأخ غير المسلم لا يرث أخاه، وبذلك جمع الإسلام بين رابطة الإيمان ورابطة النسب وجعل القرابة غير نافعة إلا مع الإيمان. فحفظ للأسرة كرامتها، وللدين حرمته، وللقريب حقوقه، ونزل القرآن الكريم بحكمه العادل {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم} [الأنفال: 75] وبقوله جل ثناؤه: {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين}.
وبذلك نسخ الإرث بسبب الهجرة والنصرة، وأصبح بسبب النسب، بعد أن تقوى الإيمان وتوطدت دعائمه.
روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}. فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا. فمن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه». اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{النَّبيُّ أَوْلَى بالْمُؤْمنينَ منْ أَنْفُسهمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}.
أخرج البخاري وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرأوا إن شئتم {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} فأيما مؤمن ترك مالًا فليرثه عصبته من كانوا فإن ترك دينًا، أو ضياعًا، فليأتني فأنا مولاه».
وأخرج الطيالسي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان المؤمن إذا توفي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم سأل «هل عليه دين؟ فإن قالوا: نعم. قال: هل ترك وفاء لدينه؟ فإن قالوا: نعم. صلى عليه، وإن قالوا: لا. قال: صلوا على صاحبكم، فلما فتح الله علينا الفتوح قال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن ترك دينًا فإليّ، ومن ترك مالًا فللوارث».
وأخرج أحمد وأبو داود وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول: «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه. فأيما رجل مات وترك دينًا فإليّ، ومن ترك مالًا فهو لورثته».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن بريدة رضي الله عنه قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليًا، فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير وقال: «يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه».
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وأزواجه أمهاتهم} قال: يعظم بذلك حقهن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وأزواجه أمهاتهم} يقول: أمهاتهم في الحرمة، لا يحل لمؤمن أن ينكح امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم في حياته أن طلق، ولا بعد موته. هي حرام على كل مؤمن مثل حرمة أمه.
وأخرج ابن سعد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عائشة أن امرأة قالت لها: يا أمي فقالت: أنا أم رجالكم ولست أم نسائكم.
وأخرج ابن سعد عن أم سلمة قالت: أنا أم الرجال منكم والنساء.
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وإسحاق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي عن بجالة قال: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بغلام وهو يقرأ في المصحف {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم} فقال: يا غلام حكها فقال: هذا مصحف أبي فذهب إليه فسأله فقال: إنه كان يلهيني القرآن، ويلهيك الصفق بالأسواق.
وأخرج الفريابي وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ هذه الآية {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم}.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه أنه قرأ: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان في الحرف الأول {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم}.
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: في القراءة الأولى {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم}.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين} قال: لبث المسلمون زمانًا يتوارثون بالهجرة، والاعرابي المسلم لا يرث من المهاجر شيئًا. فأنزل الله هذه الآية، فخلط المؤمنين بعضهم ببعض، فصارت المواريث بالملل.
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا} قال: توصون لحلفائكم الذين والى بينهم النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار.
وأخرج ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن علي بن الحنفية رضي الله عنه في قوله: {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا} قال: نزلت هذه الآية في جواز وصية المسلم لليهودي والنصراني.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم} قال: القرابه من أهل الشرك {معروفًا} قال: وصية ولا ميراث لهم {كان ذلك في الكتاب مسطورًا} قال: وفي بعض القراءات {كان ذلك عند الله مكتوبًا} أن لا يرث المشرك المؤمن.
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة والحسن رضي الله عنه في قوله: {إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفًا} قالا: إلا أن يكون لك ذو قرابة على دينك فتوصي له بالشيء، وهو وليك في النسب، وليس وليك في الدين.
{وَإذْ أَخَذْنَا منَ النَّبيّينَ ميثَاقَهُمْ وَمنْكَ وَمنْ نُوحٍ وَإبْرَاهيمَ وَمُوسَى وَعيسَى ابْن مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا منْهُمْ ميثَاقًا غَليظًا (7) ليَسْأَلَ الصَّادقينَ عَنْ صدْقهمْ وَأَعَدَّ للْكَافرينَ عَذَابًا أَليمًا (8)}.
أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} قال: في ظهر آدم {وأخذنا منهم ميثاقًا غليظًا} قال: أغلظ مما أخذه من الناس {ليسأل الصادقين عن صدقهم} قال: المبلغين من الرسل المؤدين.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} الآية. قال: أخذ الله على النبيين خصوصًا أن يصدق بعضهم بعضًا، وأن يتبع بعضهم بعضًا.
وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن أبي مريم الغساني رضي الله عنه: أن أعرابيًا قال: يا رسول الله ما أول نبوّتك؟ قال: «أخذ الله مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم» ثم تلا {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقًا غليظًا} «ودعوة أبي إبراهيم قال: {وابعث فيهم رسولًا منهم} [البقرة: 129] وبشارة المسيح ابن مريم، ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها: أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام».
وأخرج الطيالسي والطبراني وابن مردويه عن أبي العالية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلق الله الخلق، وقضى القضية، وأخذ ميثاق النبيين، وعرشه على الماء، فأخذ أهل اليمين بيمينه، وأخذ أهل الشمال بيده الأخرى، وكلتا يدي الرحمن يمين، فأما أصحاب اليمين فاستجابوا إليه فقالوا: لبيك ربنا وسعديك قال: {ألست بربكم قالو بلى} [الأعراف: 172] فخلط بعضهم ببعض فقال قائل منهم: يا رب لم خلطت بيننا فإن {لهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون} [المؤمنون: 63] قال: أن يقولوا يوم القيامة {إنا كنا عن هذا غافلين} [الأعراف: 172] ثم ردهم في صلب آدم عليه السلام فأهل الجنة أهلها، وأهل النار أهلها، فقال قائل: فما العمل إذًا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعمل كل قوم لمنزلتهم» فقال: ابن الخطاب رضي الله عنه: إذن نجتهد يا رسول الله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد».
وأخرج ابن سعد رضي الله عنه قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: متى استنبئت؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق».
وأخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قيل يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال: وآدم بين الروح والجسد».
وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معًا في الدلائل عن ميسرة الفخر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله متى كنت نبيًا؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد».
وأخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوّة؟ قال: «بين خلق آدم ونفخ الروح فيه».
وأخرج أبو نعيم عن الصنابحي قال: قال عمر رضي الله عنه: متى جعلت نبيًا؟ قال: «وآدم منجدل في الطين».
وأخرج ابن سعد عن ابن أبي الجدعاء رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله متى جعلت نبيا؟ قال: «وآدم بين الروح والجسد».
وأخرج ابن سعد عن مطرف بن الشخير رضي الله عنه أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيًا؟ قال: «وآدم بين الروح والطين».
وأخرج ابن أبي شيبة عن قتادة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح}. قال: «بدىء بي في الخير. وكنت آخرهم في البعث». وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول «كنت أول الأنبياء في الخلق، وآخرهم في البعث».
وأخرج ابن أبي عاصم والضياء في المختارة عن أبي بن كعب {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أولهم نوح، ثم الأول فالأول».
وأخرج الحسن بن سفيان وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والديلمي وابن عساكر من طريق قتادة عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} قال: «كنت أول النبيين في الخلق، وآخرهم في البعث، فبدئ به قبلهم».
وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خيار ولد آدم خمسة: نوح. وإبراهيم. وموسى. وعيسى. ومحمد، وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما {ميثاقهم} عهدهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني بسند صحيح عن ابن عباس {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} قال: إنما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم.
وأخرج أبو نعيم والديلمي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس من عالم إلا وقد أخذ الله ميثاقه يوم أخذ ميثاق النبيين، يدفع عنه مساوىء عمله لمحاسن عمله، إلا أنه لا يوحي إليه». اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم.
قوله: {بمَا تَعْمَلُونَ خَبيرًا} وبعده بقليلٍ: {بمَا تَعْمَلُونَ بَصيرًا} [الأحزاب: 9] قرأهما أبو عمروٍ بياء الغَيْبة. والباقون بتاء الخطاب، وهما واضحتان: أمَّا الغَيْبَةُ في الأول فلقوله: {الكافرين} و{المنافقين} وأمَّا الخطابُ فلقوله: {يا أَيُّهَا النبي} لأنَّ المرادَ هو وأمتُه، أو خوطب بالجمع تعظيمًا، كقوله:
فإنْ شئْتَ حَرَّمْتُ النساءَ سواكُمُ

وجَوَّز الشيخُ أَنْ يكونَ التفاتًا، يعني عن الغائبين الكافرين والمنافقين. وهو بعيدٌ. وأمَّا الغَيْبَةُ في الثاني فلقوله: {إذْ جَاءَتْكُمْ} [الأحزاب: 9]. وأمَّا الخطابُ فلقوله: {يا أيها الذين آمَنُوا} [الأحزاب: 9].
{مَا جَعَلَ اللَّهُ لرَجُلٍ منْ قَلْبَيْن في جَوْفه}.
قوله: {اللائي} قرأ الكوفيون وابن عامر بياءٍ ساكنةٍ بعد همزةٍ مكسورةٍ. وهذا هو الأصلُ في هذه اللفظة لأنه جمعُ التي معنًى. وأبو عمروٍ والبزيُّ {اللاَّيْ} بياءٍ ساكنةٍ وصلًا بعد ألفٍ مَحْضَةٍ في أحد وجهَيْهما. ولهما وجهٌ آخرُ سيأتي.
ووجهُ هذه القراءة أنهما حَذَفا الياءَ بعد الهمزة تخفيفًا، ثم أبدلا الهمزةَ ياءً، وسَكَّناها لصيرورتها ياءً مكسورًا ما قبلها كياء القاضي والغازي، إلاَّ أنَّ هذا ليس بقياس، وإنما القياسُ جَعْلُ الهمزة بينَ بينَ. قال أبو علي: لا يُقْدَمُ على مثل هذا البدل إلاَّ أَنْ يُسْمَعَ. قلت: قال أبو عمروٍ ابن العلاء: إنها لغةُ قريشٍ التي أُمر الناسُ أَنْ يَقْرَؤوا بها. وقال بعضهم: لم يُبْدلوا وإنما كتبوا فعبَّر عنهم القُرَّاء بالإبدال. وليس بشيء.